ارضاء الخالق ام المخلوق........

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كنت اقرأ في أحد الكتب ، فاستوقفتني قصة عجيبة جعلتني أتدبر حالنا اليوم ،
و ما عليه كثير من الناس الذين هم في خدمة الظالمين ،
و يعتذرون بأنهم لا يستطعون مخالفة الأوامر خوفا على أنفسهم و على وظائفهم.
إن جواب هؤلاء ما قاله الحسن البصري رحمه الله في هذه القصة لعمر بن هُبيرة .
كتب ابن هبيرة إلى الحسن البصري و ابن سيرين و الشعبي فَقُدِمَ بهم عليه ،
فقال لهم : إن أمير المؤمنين يكتب إليّ في الأمر ، إن فعلته خِفت على ديني ، و إن لم أفعله خفت على نفسي ،
فقال له ابن سيرين و الشعبي قولا رقّعا فيه ،
و قال له الحسن : يا ابن هُبيرة ، إن الله يمنعك (أي يحميك) من يزيد (يزيد بن معاوية ) ، و إن يزيد لا يمنعك من الله.
يا ابن هبيرة ، خف الله في يزيد ، و لا تخف يزيد في الله .
يابن هبيرة ، إنه يوشك أن يبعث الله إليك ملكا فَيُنْزِلُك عن سريرك إلى سَعَةِ قصرك ،
ثم يُخرِجُك عن سعة قصرك إلى ضيق قبرك ، ثم لا يُنجيك إلا عملك.
يابن هبيرة ، إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
هذا هو الجواب الشافي عن السؤال الذي يواجهنا دائما في كل أعمالنا و قراراتنا و مواقفنا .
فما أحرى أن يصل هذا الجواب إلى كل موظف كبيرِ أو صغير ، وإلى كل من يتساءل بينه و بين نفسه هذا السؤال ،
و يقف موقف الحائر المتردد بين إرضاء الخالق أم المخلوق ، و بين دينه و دنياه .

يسلمو كتير ريما
ارضاء الخالق ام المخلوق........ 172819