كيفية كتابة قصيدة موزونة بسهولة..!!
((الإخـتلاف في الرأي لا يفسد للود قـضيـة))
فأقـول في البداية..
لكل منا طريقته الخـاصة في كيفية التعـبير عـن مشاعـره وأحاسيسه حتى من يكتم إحساسه فهو بهذه الطريقة قد عبر عن مشاعـره ولكن بسلبيه ولكني أتحدث هنا عمن يترجم أحاسيسه بإيجابيه إلى حد ما..
فمثلاً الرسام بالرسم يعـبر عن مشاعره وكذلك الكاتب بجميع أنواعه الكاتب المسرحي والروائي والناقد... إلخ. وكذلك الشاعـر وهو محور حديثنا..
لكل من هؤلاء موهبة في المجال الذي اتخذه وسيله للتعـبير عن مشاعره أو مشاعر الآخرين الذين يشعـر بهم فيترجم ذلك عـلى طريقته الخاصة.
فهذه الموهبه ولدت معه ولكن عليه أن يصقلها وإلا تلاشت وذهبت أدراج الرياح..
هذا صنف من البشر أما الصنف الآخـر فهم من يعـبرون عـن مشاعـرهم بالإستماع أو النظر أوالتعـقيب أو التحسس..
إذن فالشاعـر يولد ولا يصنع وبالإضافة إلى ذلك عـليه صقل موهبته..
فكم نرى من الشعـراء من يحلق بنا بعـيدا في أجواء قصيدته ونحس بأننا من كتبها ويجبرنا عـلى التحية والتصفيق حين سماع شطر أو بيت من أبياته وكثير منهم من يقرأ القصيدة تلو الأخرى ولم يحرك مشاعـرنا..
في هـذه النقطة يكمن الفرق.. من أتت كلماته من وحي الخيال أو من الواقع بقريحة لا تشوبها الشوائب لأن الكلمات هي من كتبت نفسها وعبرت عما بداخل الشاعـر, أما النوع الآخر فقد تصنع الكلم وإن أجاد الوزن والقافية, فليبحث كل منا عـلى مفتاح روحه ووجدانه..
أما بالنسبة لطريقة الكتابة بشكل عام والقصيدة بشكل خاص أطرح أمامكم هذه النقاط مع التعـليقات..
أولاً: نظم القصيدة..
الحالة النفسية أثناء الكتابة مهمة ولكن ليس من الظروري أن تكون في حالة معينة ربما يكفي أن يوجد لديك الحس المرهف للكتابة وإن أردت الكتابة عـن موضوع معـين عليك أن تقرأ عـنه وتعـيشه بحواسك كي تأتي القصيدة بدون تكلف, نقطة أحببت أن أشير إليها أن الصعـاب والتجربة هي من تصنع الشاعـر فلو بحثت في دواوين الشعـراء وقصائدهم لرأيت أجمل القصائد هي الحزينه لأنها الأصدق!!
إذن.. كلما كان الصدق في مشاعـرك كانت قصيدتك الأجمل..
ثانياً:- جو المكان..
عندما تحضر القريحة لا تنتظر أن يهيئ لها المكان أو الوقت المناسب فإن لم تكتب في وقتها ذهبت أدراج الرياح, لكن الهدوء هو من يساعـد عـلى ترتيب الأفكار في داخلك لذلك يقول البعـض أن أفضل الأوقات المساء أو بداية النهار لأنه وقت السكينه والهدوء.
ثالثاً:- موضوع القصيدة..
حينما تحضر القريحه الشعرية ستبدأ فوراً بالكتابة أو بترتيب الكلمات في داخلك لأن الفكرة موجودة وكل ماعليك هو ترتيبها, أما الموضوع فيأتي بعـد إنهاء القصيدة في غـالب الأحيان لأن الفكرة قد تم ترجمتها أمامك, ولكن في أحيان أخرى تكون الكلمات قد ترجمت مالديك فتعرف محتوى كلماتك حينها يكون الموضوع قد ظهر على السطح وتذكر في ذلك الحين أنك قد حصرت تفكيرك في موضوع معين ليس عليك الخروج منه.
رابعاً:- حاول أن تعيش الفكرة اللتي كتبتها...
نعم, أطلق العنان لروحك والخيال في تفكيرك واسرح بعـيداً عن المكان الذي أنت فيه.
خامساً:- لا تحمل هم الوزن أبداً...
الصعوبة تكمن في البيت الأول لأنه الأساس وبعدها تنطلق القصيدة.
سادساً: الوزن...
أثناء كتابتك للقصيدة حين تنهي بيت إقرأه مع الأبيات التي سبقته وهكذا حتى تكتمل القصيدة, وفائدة ذلك كي ترى إن كان هناك خلل في التعابير أو الوزن و القافية كي تتدارك الموقف قبل النهاية فلو على سبيل المثال لم تجد كلمات مناسبة لتنهي بها القافية.. لك أن تغير مجرى القافية منذ البداية أو تعيد صياغة القصيدة ككل.
بعد الإنتهاء من القصيدة قم بتلحين القصيدة ومن لديه الحس المرهف (والأذن الموسيقية) سينتبه إن كان بالقصيدة كسر ما واجعل بحور الشعر مرجعاً حينما تشتبه عليك الأمور.
سابعاً:- القافية:..
ستأتي القافية في البداية لوحدها ولكن بعد ذلك يمكنك التعديل إن لزم الأمر ولكن عليك مراعاة المصطلحات والألفاظ السهلة والدارجة كي تصل إلى القلوب بسلاسه وسهولة.
ثامناً:- اسلوب الربط في الفكرة والصورة..
انتقل من فكرة إلى أخرى حينما ترى أنك قد أنهيت الأولى ومن المفضل أن تتناول القصيدة فكرة واحدة إلا إن كانت القريحة من نقلتك إلى فكرة أخرى أو موضوع آخر ولكن له صلة بالذي قبله, كما وعليك أن تصور الأحداث بتسلسل وتربط بين صور الموضوع بطريقة متناسقة كي تحلق ويحلق معك القارئ أو المستمع.
تاسعا: لا تلتزم بلحن معين تحبه..
حينما تكون القريحة من كتبت القصيدة سيختلف اللحن واللون حسب الصور والفكرة بالإضافة إلى الإكثار من قراءة القصائد لعدة شعراء كي تكتسب منهم لحناً أو اسلوباً أو مفردات ومعاني بدون قصد منك في اكتسابها ولكنها تظهر لوحدها في قصائدك.
عاشراً:- اسلوب التلحين..
نفس اللحن اللذي لحنت به الشطر الأول من البيت الأول ..طبقه في الثاني..وأيضاً.. طبقه في الشطر الأول من البيت الثاني ..وفي الشطر الثاني من البيت الثاني وهكذا إلى آخر القصيدة .. فإن إختل معك اللحن أو وجدت نشازاً.. فمعناه أن هذا الموقع فيه كسر.
ارجـــــــــــــــــــــو تثبيت