هذه القصة حدثني بها أحد الزملاء الثقات يقول فيها : أن أحد جيراني من قبيلةٍ لا ترى تزويج بناتها إلى غير أبناء القبيلة وهي أي هذه العادة متوارثة من سلفهم .
وهذا بلا شك منافٍ لشرع الله المطهَّر وسنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام الذي يقول : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه ) .
ومن سلبيات هذه العادة الظالمة أن البيوت مليئة من هؤلاء الفتيات العوانس .. ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، يسمحون للأولاد بالزواج من خارج القبيلة بينما العكس بالنسبة للفتيات ومن يخالف هذه العادة يعنَّف ويقاطع ويشهَّر به في القبيلة ويجعلونه مثلاًُ لخيانة القبيلة .
وما علم المسكين أنه حينما يفعل هذا ، يحرم اللؤلؤة العفيفة الطاهرة من أعظم حقوقها وهو الزواج .. ولكن هناك رجالٌ وأي رجالٍ تجدهم في مثل هذه المواقف التي لا يرضون فيها الظلم أبداً .
وهذا نموذج من أولئك .. أتاه شابَّين من خارج القبيلة فزوَّج أخواته الاثنتين .. فأتوه أفراد القبيلة وشنَّعوا عليه .. فلم يكترث لكلامهم وزوَّجهم وتمَّ الزواج في هذا العام .
وكانت خاتمة هذا الرجل خاتمةً يتمنَّاها الكثيرون من الناس .. لمَّا جاء موسم حج هذا العام أراد أن يحجَّ وقال لأولاده أريد الحج لكنهم منعوه بسبب سوء صحته حيث كان يعاني من مرض في قلبه فجلس في بيته ..
ولما جاء يوم عرفة أحرم من بيته إلى الحرم قاصداً العمرة ثم طاف بالبيت سبعاً وصلى ركعتين خلف المقام فحسَّ أنه منهك فقال لرجلٍ كان جالساً بجانبه : خذ هذه أرقام جوالات إخواني إذا حصل أي مكروهٍ اتَّصِل عليهم ..
فما انتهى من هذه الكلمات إلا ولفظ أنفاسه الأخيرة في بيت الله الحرام .. وهو محرم ويبعث يوم القيامة وهو محرم ملبِّي .. فالمكان : البيت العتيق .. والزمان : أفضل أيام السنة ، عرفة .. فما أفضله من فضلٍ وما أحسنها من خاتمة .
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووول